اقرءوا القرآن ما ائتلفت عليه قلوبكم
حدثنا أبو النعمان محمد بن الفضل عارم ، حدثنا حماد بن زيد ، عن أبي عمران الجوني ، عن جندب بن عبد الله ، رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : اقرءوا القرآن ما ائتلفت عليه قلوبكم ، فإذا اختلفتم فقوموا [ عنه ] .
حدثنا عمرو بن علي بن بحر الفلاس ، حدثنا عبد الرحمن بن مهدي ، حدثنا سلام بن أبي مطيع ، عن أبي عمران الجوني ، عن جندب قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : اقرءوا القرآن ما ائتلفت عليه قلوبكم ، فإذا اختلفتم فقوموا [ عنه ] .
ومعنى الحديث أنه ، عليه السلام ، أرشد وحض أمته على تلاوة القرآن إذا كانت القلوب مجتمعة على تلاوته ، متفكرة فيه ، متدبرة له ، لا في حال شغلها وملالها ، فإنه لا يحصل المقصود من التلاوة بذلك كما ثبت في الحديث أنه قال عليه الصلاة والسلام : اكلفوا من العمل ما تطيقون ، فإن الله لا يمل حتى تملوا وقال : أحب الأعمال إلى الله ما داوم عليه صاحبه وإن قل ، وفي اللفظ الآخر : أحب الأعمال إلى الله أدومها [ وإن قل ] .
ثم قال البخاري : حدثنا سليمان بن حرب ، حدثنا شعبة ، عن عبد الملك بن ميسرة ، عن النزال بن سبرة ، عن عبد الله - هو ابن مسعود - أنه سمع رجلا يقرأ آية سمع النبي صلى الله عليه وسلم خلافها ، فأخذت بيده فانطلقت إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : كلاكما محسن فاقرآ أكبر علمي قال : فإن من كان قبلكم اختلفوا فأهلكهم الله عز وجل .
وأخرجه النسائي من رواية شعبة به وهذا في معنى الحديث الذي تقدمه ، وأنه ينهى عن الاختلاف في القراءة والمنازعة في ذلك والمراء فيه كما تقدم النهي عن ذلك ، والله أعلم .
وقريب من هذا ما رواه عبد الله ابن الإمام أحمد في مسند أبيه : حدثنا أبو محمد سعيد بن محمد الجرمي ، حدثنا يحيى بن سعيد الأموي ، عن الأعمش ، عن عاصم ، عن زر بن حبيش قال : قال عبد الله بن مسعود : تمارينا في سورة من القرآن فقلنا : خمس وثلاثون آية ، ست وثلاثون آية قال : فانطلقنا [ ص: 89 ] إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فوجدنا عليا بناصية فقلنا له : اختلفنا في القراءة ، فاحمر وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال علي : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمركم أن تقرءوا كما قد علمتم .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق