المد والترجيع في قراءة القرآن الكريم
حدثنا مسلم بن إبراهيم ، حدثنا جرير بن حازم الأزدي ، حدثنا قتادة قال : سألت أنس بن مالك عن قراءة النبي صلى الله عليه وسلم فقال : كان يمد مدا .
وهكذا رواه أهل السنن ، من حديث جرير بن حازم به ، وحدثنا عمرو بن عاصم ، حدثنا همام ، عن قتادة قال : سئل أنس بن مالك : كيف كانت قراءة النبي صلى الله عليه وسلم ؟ فقال : كانت مدا ، ثم قرأ : بسم الله الرحمن الرحيم . يمد بسم الله ، ويمد بالرحمن ، ويمد بالرحيم . انفرد به البخاري من هذا الوجه وفي معناه الحديث الذي رواه الإمام أبو عبيد : حدثنا أحمد بن عثمان ، عن عبد الله بن المبارك ، عن الليث بن سعد ، عن ابن أبي مليكة ، عن يعلى بن مالك ، عن أم سلمة : أنها نعتت قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم قراءة مفسرة حرفا حرفا .
وهكذا رواه الإمام أحمد بن حنبل ، عن يحيى بن إسحاق ، وأبو داود عن يزيد بن خالد الرملي ، والترمذي والنسائي ، كلاهما عن قتيبة ، كلهم عن الليث بن سعد به . وقال الترمذي : حسن صحيح .
ثم قال أبو عبيد : وحدثنا يحيى بن سعيد الأموي ، عن ابن جريج ، عن ابن أبي مليكة ، عن أم سلمة قالت : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقطع قراءته ؛ بسم الله الرحمن الرحيم . الحمد لله رب العالمين . الرحمن الرحيم . مالك يوم الدين . وهكذا . [ ص: 79 ]
رواه أبو داود والترمذي من حديث ابن جريج . وقال الترمذي : غريب وليس إسناده بمتصل ، يعني : أن عبد الله بن عبيد الله بن أبي مليكة لم يسمعه من أم سلمة ، وإنما رواه عن يعلى بن مملك ، كما تقدم ، والله أعلم.
وقال البخاري ، رحمه الله :
حدثنا آدم بن أبي إياس ، حدثنا شعبة ، حدثنا أبو إياس قال : سمعت عبد الله بن مغفل قال : رأيت النبي صلى الله عليه وسلم وهو على ناقته - أو جمله - وهي تسير به ، وهو يقرأ سورة الفتح قراءة لينة وهو يرجع .
وقد تقدم هذا الحديث في القراءة على الدابة وأنه من المتفق عليه ، وفيه أن ذلك كان يوم الفتح ، وأما الترجيع : فهو الترديد في الصوت كما جاء - أيضا - في البخاري أنه جعل يقول : ( آ آ آ ) ، وكان ذلك صدر من حركة الدابة تحته ، فدل على جواز التلاوة عليها ، وإن أفضى إلى ذلك ولا يكون ذلك من باب الزيادة في الحروف ، بل ذلك مغتفر للحاجة ، كما يصلي على الدابة حيث توجهت به ، مع إمكان تأخير ذلك الصلاة إلى القبلة ، والله أعلم .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق