الثلاثاء، 18 نوفمبر 2014

معنى السورة ومعنى الآيه

معنى السورة ومعنى الآيه

اختلفوا في معنى السورة : مم هي مشتقة ؟ فقيل : من الإبانة والارتفاع . قال النابغة : ألم تر أن الله أعطاك سورة ترى كل ملك دونها يتذبذب فكأن القارئ يتنقل بها من منزلة إلى منزلة .

وقيل : لشرفها وارتفاعها كسور البلد . وقيل : سميت [ ص: 100 ] سورة لكونها قطعة من القرآن وجزءا منه ، مأخوذ من أسآر الإناء وهو البقية ، وعلى هذا فيكون أصلها مهموزا ، وإنما خففت فأبدلت الهمزة واوا لانضمام ما قبلها . وقيل : لتمامها وكمالها لأن العرب يسمون الناقة التامة سورة .

قلت : ويحتمل أن يكون من الجمع والإحاطة لآياتها كما سمي سور البلد لإحاطته بمنازله ودوره ، والله أعلم .

وجمع السورة سور بفتح الواو ، وقد تجمع على سورات وسورات .

وأما الآية فمن العلامة على انقطاع الكلام الذي قبلها عن الذي بعدها وانفصاله ، أي : هي بائنة من أختها . قال الله تعالى : ( إن آية ملكه ) [ البقرة : 248 ] ، وقال النابغة :

توهمت آيات لها فعرفتها لستة أعوام وذا العام سابع

وقيل : لأنها جماعة حروف من القرآن وطائفة منه ، كما يقال : خرج القوم بآيتهم ، أي : بجماعتهم . قال الشاعر

خرجنا من النقبين لا حي مثلنا بآيتنا نزجي اللقاح المطافلا

وقيل : سميت آية لأنها عجب يعجز البشر عن التكلم بمثلها .

قال سيبويه : وأصلها أيية مثل أكمة وشجرة ، تحركت الياء وانفتح ما قبلها فقلبت ألفا فصارت آية ، بهمزة بعدها مدة . وقال الكسائي : آيية على وزن آمنة ، فقلبت ألفا ، ثم حذفت لالتباسها .

وقال الفراء : أصلها أية - بتشديد الياء - فقلبت الأولى ألفا ، كراهية التشديد فصارت آية ، وجمعها : آي وآياي وآيات .

وأما الكلمة فهي اللفظ الواحد ، وقد تكون على حرفين مثل : ما ولا وله ولك ، وقد يكون أكثر .

وأكثر ما يكون عشرة أحرف : ( ليستخلفنهم ) [ النور : 55 ] ، و أنلزمكموها ) [ هود : 28 ] ، ( فأسقيناكموه ) [ الحجر : 22 ] ، وقد تكون الكلمة آية ، مثل : والفجر ، والضحى ، والعصر ، وكذلك : " الم " ، و " طه " ، و " يس " ، و " حم " - في قول الكوفيين - و ( " حم عسق " ) عندهم كلمتان . وغيرهم لا يسمي هذه آيات بل يقول : هي فواتح السور . وقال أبو عمرو الداني : لا أعلم كلمة هي وحدها آية إلا قوله : ( مدهامتان ) في سورة الرحمن [ الرحمن : 64 ] .

عدد سور القرآن وأياته وكلماته وحروفه وأحزابه

عدد سور القرآن وأياته وكلماته وحروفه وأحزابه

قال أبو بكر بن الأنباري : حدثنا إسماعيل بن إسحاق القاضي ، عن حجاج بن منهال ، عن همام ، عن قتادة قال : نزل في المدينة من القرآن البقرة ، وآل عمران ، والنساء ، والمائدة ، والأنفال ، وبراءة ، والرعد ، والنحل ، والحج ، والنور ، والأحزاب ، ومحمد ، والفتح ، والحجرات ، والحديد ، والرحمن ، والمجادلة ، والحشر ، والممتحنة ، والصف ، والمنافقون ، والتغابن ، والطلاق ، ويا أيها النبي لم تحرم ، وإلى رأس العشر ، وإذا زلزلت ، وإذا جاء نصر الله . هؤلاء السور نزلت بالمدينة ، وسائر القرآن نزل بمكة .

فأما عدد آيات القرآن فستة آلاف آية ، ثم اختلف فيما زاد على ذلك على أقوال ، فمنهم من لم يزد على ذلك ، ومنهم من قال : ومائتا آية وأربع آيات ، وقيل : وأربع عشرة آية ، وقيل : ومائتان وتسع عشرة ، وقيل : ومائتان وخمس وعشرون آية ، وست وعشرون آية ، وقيل : ومائتا آية ، وست وثلاثون آية . حكى ذلك أبو عمرو الداني في كتاب البيان .

وأما كلماته ، فقال الفضل بن شاذان ، عن عطاء بن يسار : سبع وسبعون ألف كلمة وأربعمائة وتسع وثلاثون كلمة .

وأما حروفه ، فقال عبد الله بن كثير ، عن مجاهد : هذا ما أحصينا من القرآن وهو ثلاثمائة ألف [ ص: 99 ] حرف وواحد وعشرون ألف حرف ومائة وثمانون حرفا .

وقال الفضل ، عن عطاء بن يسار : ثلاثمائة ألف حرف وثلاثة وعشرون ألفا وخمسة عشر حرفا .

وقال سلام أبو محمد الحماني : إن الحجاج جمع القراء والحفاظ والكتاب فقال : أخبروني عن القرآن كله كم من حرف هو ؟ قال : فحسبناه ، فأجمعوا أنه ثلاثمائة ألف حرف وأربعون ألفا وسبعمائة وأربعون حرفا . قال : فأخبروني عن نصفه . فإذا هو إلى الفاء من قوله في الكهف : ( وليتلطف ) [ الكهف : 19 ] ، وثلثه الأول عند رأس مائة آية من " براءة " ، والثاني على رأس مائة أو إحدى ومائة من الشعراء ، والثالث إلى آخره . وسبعه الأول إلى الدال من قوله : ( فمنهم من آمن به ومنهم من صد عنه ) [ النساء : 55 ] . والسبع الثاني إلى الباء من قوله في الأعراف : ( حبطت ) [ الأعراف : 147 ] ، والثالث إلى الألف الثانية من : ( أكلها ) في الرعد [ الرعد : 35 ] ، والرابع إلى الألف من قوله في الحج : ( جعلنا منسكا ) [ الحج : 67 ] ، والخامس إلى الهاء من قوله في الأحزاب : ( وما كان لمؤمن ولا مؤمنة ) [ الأحزاب : 36 ] ، والسادس إلى الواو من قوله في الفتح : ( الظانين بالله ظن السوء ) [ الفتح : 6 ] ، والسابع إلى آخر القرآن . قال سلام أبو محمد : عملنا ذلك في أربعة أشهر .

قالوا : وكان الحجاج يقرأ في كل ليلة ربع القرآن ، فالأول إلى آخر الأنعام ، والثاني إلى ( وليتلطف ) [ الكهف : 19 ] ، والثالث إلى آخر الزمر ، والرابع إلى آخر القرآن . وقد ذكر الشيخ أبو عمرو الداني في كتابه " البيان " خلافا في هذا كله ، والله أعلم .

وأما التحزيب والتجزئة فقد اشتهرت الأجزاء من ثلاثين كما في الربعات في المدارس وغيرها ، وقد ذكرنا فيما تقدم الحديث الوارد في تحزيب الصحابة للقرآن ، والحديث في مسند أحمد وسنن أبي داود وابن ماجه وغيرهما عن أوس بن حذيفة أنه سأل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في حياته : كيف يحزبون القرآن ؟ قالوا : ثلاث وخمس وسبع وتسع وإحدى عشرة وثلاث عشرة ، وحزب المفصل من قاف حتى يختم .

قال القرطبي : أجمعوا أنه ليس في القرآن شيء من التراكيب الأعجمية ؟ وأجمعوا أن فيه أعلاما من الأعجمية كإبراهيم ونوح ، ولوط ، واختلفوا : هل فيه شيء من غير ذلك بالأعجمية ؟ فأنكر ذلك الباقلاني والطبري وقالا : ما وقع فيه ما يوافق الأعجمية فهو من باب ما توافقت فيه اللغات .

الدعاء المأثور لحفظ القرآن وطرد النسيان

الدعاء المأثور لحفظ القرآن وطرد النسيان

قال [ الحافظ ] أبو القاسم الطبراني في معجمه الكبير : حدثنا الحسين بن إسحاق التستري ، حدثنا هشام بن عمار ، حدثنا محمد بن إبراهيم القرشي ، حدثني أبو صالح وعكرمة ، عن ابن عباس قال : قال علي بن أبي طالب : يا رسول الله ، القرآن يتفلت من صدري ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : أعلمك كلمات ينفعك الله بهن وينفع من علمته ؟ قال : قال : نعم بأبي وأمي ، قال : صل ليلة الجمعة أربع ركعات تقرأ في الأولى بفاتحة الكتاب و " يس " ، وفي الثانية بفاتحة الكتاب و " حم الدخان " ، وفي الثالثة بفاتحة الكتاب و " الم تنزيل السجدة " ، وفي الرابعة بفاتحة الكتاب وتبارك المفصل ، فإذا فرغت من التشهد فاحمد الله واثن عليه ، وصل على النبيين ، واستغفر للمؤمنين ، ثم قل : اللهم ارحمني بترك المعاصي أبدا ما أبقيتني ، وارحمني من أن أتكلف ما لا يعنيني ، وارزقني حسن النظر فيما يرضيك عني ، اللهم بديع السماوات والأرض ، ذا الجلال والإكرام والعزة التي لا ترام ، أسألك يا الله يا رحمن بجلالك ونور وجهك أن تلزم قلبي حفظ كتابك كما علمتني ، وارزقني أن أتلوه على النحو الذي يرضيك عني ، وأسألك أن تنور بالكتاب بصري ، وتطلق به لساني ، وتفرج به عن قلبي ، وتشرح به صدري ، وتستعمل به بدني ، وتقويني على ذلك ، وتعينني على ذلك ، فإنه لا يعينني على الخير غيرك ، ولا يوفق له إلا أنت ، فافعل ذلك ثلاث جمع أو خمسا أو سبعا تحفظه بإذن الله وما أخطأ مؤمنا قط . فأتى النبي صلى الله عليه وسلم بعد ذلك بسبع فأخبره بحفظ القرآن والحديث ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : مؤمن ورب الكعبة ، علم أبو الحسن علم أبو الحسن هذا سياق الطبراني .

وقال أبو عيسى الترمذي في كتاب الدعوات : حدثنا أحمد بن الحسن ، حدثنا سليمان بن عبد الرحمن الدمشقي ، حدثنا الوليد بن مسلم ، حدثنا ابن جريج ، عن عطاء بن أبي رباح وعكرمة مولى ابن عباس ، عن ابن عباس أنه قال : بينما نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ جاءه علي بن أبي طالب فقال : بأبي أنت وأمي ، تفلت هذا القرآن من صدري فما أجدني أقدر عليه ، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : يا أبا الحسن ، أفلا أعلمك كلمات ينفعك الله بهن ، وينفع بهن من علمته ، ويثبت ما تعلمت في صدرك ؟ قال : أجل يا رسول الله ، فعلمني ، قال : إذا كان ليلة الجمعة فإن استطعت أن تقوم في ثلث الليل الآخر فإنها ساعة مشهودة ، والدعاء فيها مستجاب ، وقد قال أخي يعقوب لبنيه : ( سوف أستغفر لكم ربي ) [ يوسف : 98 ] ، يقول : حتى تأتي ليلة الجمعة ، فإن لم تستطع فقم في وسطها ، فإن لم تستطع فقم في أولها فصل أربع ركعات ، تقرأ في الركعة الأولى بفاتحة الكتاب وسورة يس ، وفي الركعة الثانية بفاتحة الكتاب و " حم الدخان " ، وفي الركعة الثالثة بفاتحة الكتاب و " الم " تنزيل السجدة ، وفي الركعة [ ص: 94 ] الرابعة بفاتحة الكتاب وتبارك المفصل ، فإذا فرغت من التشهد ، فاحمد الله وأحسن الثناء على الله ، وصل علي وأحسن وعلى سائر النبيين ، واستغفر للمؤمنين والمؤمنات ، ولإخوانك الذين سبقوك بالإيمان ، ثم قل في آخر ذلك : اللهم ارحمني بترك المعاصي أبدا ما أبقيتني ، وارحمني أن أتكلف ما لا يعنيني ، وارزقني حسن النظر فيما يرضيك عني ، اللهم بديع السماوات والأرض ، ذا الجلال والإكرام والعزة التي لا ترام ، أسألك يا الله يا رحمن بجلالك ونور وجهك أن تلزم قلبي حفظ كتابك كما علمتني ، وارزقني أن أتلوه على النحو الذي يرضيك عني ، اللهم بديع السماوات والأرض ذا الجلال والإكرام والعزة التي لا ترام ، أسألك يا الله يا رحمن بجلالك ونور وجهك ، أن تنور بكتابك بصري ، وأن تطلق به لساني ، وأن تفرج به عن قلبي ، وأن تشرح به صدري ، وأن تغسل به بدني ، فإنه لا يعينني على الحق غيرك ولا يؤتيه إلا أنت ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ، يا أبا الحسن ، تفعل ذلك ثلاث جمع أو خمسا أو سبعا تجاب بإذن الله تعالى ، والذي بعثني بالحق ما أخطأ مؤمنا قط . قال ابن عباس : فوالله ما لبث علي إلا خمسا أو سبعا حتى جاء [ علي ] رسول الله صلى الله عليه وسلم في مثل ذلك المجلس ، فقال : يا رسول الله ، والله إني كنت فيما خلا لا آخذ إلا أربع آيات أو نحوهن ، فإذا قرأتهن على نفسي تفلتن وأنا أتعلم اليوم أربعين آية أو نحوها ، فإذا قرأتها على نفسي فكأنما كتاب الله بين عيني ، ولقد كنت أسمع الحديث ، فإذا رددته تفلت ، وأنا اليوم أسمع الأحاديث ، فإذا تحدثت بها لم أخرم منها حرفا ، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم عند ذلك : مؤمن ورب الكعبة يا أبا الحسن .

ثم قال الترمذي : هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث الوليد بن مسلم . كذا قال ، وقد تقدم من غير طريقه . ورواه الحاكم في مستدركه من طريق الوليد ، ثم قال : على شرط الشيخين حيث صرح الوليد بالسماع من ابن جريج ، فالله أعلم - فإنه في المتن غرابة بل نكارة ، والله أعلم .

وقال الإمام أحمد : حدثنا وكيع ، حدثنا العمري ، عن نافع ، عن ابن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : مثل القرآن مثل الإبل المعقلة إن تعاهدها صاحبها أمسكها ، وإن تركها ذهبت .

ورواه - أيضا - عن محمد بن عبيد ويحيى بن سعيد ، عن عبيد الله العمري به .

ورواه - أيضا - عن عبد الرزاق ، عن معمر ، عن أيوب ، عن نافع ، عن ابن عمر مرفوعا نحوه .

وقال البزار : حدثنا محمد بن معمر ، حدثنا حميد بن حماد بن أبي الخوار ، حدثنا مسعر ، عن عبد الله بن دينار ، عن ابن عمر قال : سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم : أي الناس أحسن قراءة ؟ قال : من إذا سمعته يقرأ رؤيت أنه يخشى الله ، عز وجل . [ ص: 95 ]

وقال الإمام أحمد : حدثنا عبد الرحمن ، عن سفيان ، عن عاصم ، عن زر ، عن عبد الله بن عمرو ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : يقال لصاحب القرآن : اقرأ وارق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا ، فإن منزلتك عند آخر آية تقرؤها .

وقال أحمد : حدثنا حسن ، حدثنا ابن لهيعة ، حدثني حيي بن عبد الله ، عن أبي عبد الرحمن الحبلي ، عن عبد الله بن عمرو قال : جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله ، إني أقرأ القرآن فلا أجد قلبي يعقل عليه ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن قلبك حثي الإيمان ، وإن العبد يعطى الإيمان قبل القرآن .

وبهذا الإسناد : أن رجلا جاء بابن له فقال : يا رسول الله ، إن ابني هذا يقرأ المصحف بالنهار ويبيت بالليل ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما تنقم أن ابنك يظل ذاكرا ويبيت سالما .

وقال أحمد : حدثنا موسى بن داود ، حدثنا ابن لهيعة ، عن حيي ، عن أبي عبد الرحمن ، عن عبد الله بن عمرو ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة ، يقول الصيام : أي رب ، منعته الطعام والشهوات بالنهار فشفعني فيه ، ويقول القرآن : منعته النوم بالليل فشفعني فيه ، قال : فيشفعان .

وقال أحمد : حدثنا حسن ، حدثنا ابن لهيعة ، حدثنا دراج ، عن عبد الرحمن بن جبير ، عن عبد الله بن عمرو قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : أكثر منافقي أمتي قراؤها .

وقال أحمد : حدثنا وكيع ، حدثني همام ، عن قتادة ، عن يزيد بن عبد الله بن الشخير ، عن عبد الله بن عمرو قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من قرأ القرآن في أقل من ثلاث لم يفقه .

ورواه - أيضا - عن غندر ، عن شعبة ، عن قتادة به . وقال الترمذي : حسن صحيح .

وقال أبو القاسم الطبراني : حدثنا محمد بن إسحاق بن راهويه ، حدثنا أبي ، حدثنا عيسى بن يونس ، ويحيى بن أبي الحجاج التميمي ، عن إسماعيل بن رافع ، عن إسماعيل بن عبيد الله بن أبي المهاجر ، عن عبد الله بن عمرو ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : من قرأ القرآن فكأنما استدرجت النبوة بين جنبيه ، غير أنه لا يوحى إليه ، ومن قرأ القرآن فرأى أن أحدا أعطي أفضل مما أعطي فقد عظم ما صغر الله ، وصغر ما عظم الله ، وليس ينبغي لحامل القرآن أن يسفه فيمن يسفه ، أو يغضب فيمن يغضب ، أو يحتد فيمن يحتد ، ولكن يعفو ويصفح ، لفضل القرآن . [ ص: 96 ]

وقال الإمام أحمد : حدثنا أبو سعيد مولى بني هاشم ، حدثنا عباد بن ميسرة ، عن الحسن ، عن أبي هريرة ؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : من استمع إلى آية من كتاب الله كتبت له حسنة مضاعفة ، ومن تلاها كانت له نورا يوم القيامة .

وقال البزار : حدثنا محمد بن حرب ، حدثنا يحيى بن المتوكل ، حدثنا عنبسة بن مهران عن الزهري ، عن سعيد وأبي سلمة ، عن أبي هريرة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : مراء في القرآن كفر . ثم قال : عنبسة : هذا ليس بالقوي . وعنده فيه إسناد آخر .

وقال الحافظ أبو يعلى : حدثنا أبو بكر ، حدثنا ابن إدريس ، حدثنا المقبري ، عن جده ، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أعربوا القرآن والتمسوا غرائبه .

وقال الطبراني : حدثنا موسى بن حازم الأصبهاني ، حدثنا محمد بن بكير الحضرمي ، حدثنا إسماعيل بن عياش ، عن يحيى بن الحارث الذماري ، عن القاسم أبي عبد الرحمن ، عن فضالة بن عبيد ، وتميم الداري ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : من قرأ عشر آيات في ليلة كتب له قنطار ، والقنطار خير من الدنيا وما فيها ، فإذا كان يوم القيامة يقول ربك ، عز وجل : اقرأ وارق بكل آية درجة حتى ينتهي إلى آخر آية معه ، يقول ربك : اقبض ، فيقول العبد بيده : يا رب أنت أعلم . فيقول : بهذه الخلد وبهذه النعيم .

وروى الحافظ ابن عساكر في ترجمة معقس بن عمران بن حطان قال : قال : دخلت مع أبي على أم الدرداء ، رضي الله عنها ، فسألها أبي : ما فضل من قرأ القرآن على من لم يقرأ ؟ قالت : حدثتني عائشة قالت : جعلت درج الجنة على عدد آي القرآن ، فمن قرأ ثلث القرآن ثم دخل الجنة كان على الثلث من درجها ، ومن قرأ نصف القرآن كان على النصف من درجها ، ومن قرأ كله كان في عليين ، لم يكن فوقه إلا نبي أو صديق أو شهيد .

وقال الطبراني : حدثنا مسعدة بن سعد العطار المكي ، حدثنا إبراهيم بن المنذر الحزامي ، حدثنا إسحاق بن إبراهيم مولى جميع بن حارثة الأنصاري ، حدثنا عبد الله بن ماهان الأزدي ، حدثني فائد مولى عبيد الله بن أبي رافع ، حدثتني سكينة بنت الحسين بن علي ، عن أبيها قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : حملة القرآن عرفاء أهل الجنة يوم القيامة .

وروى الطبراني من حديث بقية ، عن أبي بكر بن أبي مريم ، عن المهاصر بن حبيب ، عن عبيدة المليكي ، [ ص: 97 ] عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول : يا أهل القرآن ، لا توسدوا القرآن ، واتلوه حق تلاوته من آناء الليل والنهار ، وتغنوه وتقنوه ، واذكروا ما فيه لعلكم تفلحون ، ولا تستعجلوا ثوابه ، فإن له ثوابين .

وفي حديث عقبة بن عامر نحوه ، كما تقدم .

وقال الإمام أحمد : حدثنا أبو سعيد ، حدثنا ابن لهيعة ، عن مشرح ، عن عقبة بن عامر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لو أن القرآن جعل في إهاب ثم ألقي في النار ما احترق .

تفرد به . قيل : معناه : أن الجسد الذي يقرأ القرآن [ لا تمسه النار ] .

وفي سنن ابن ماجه من طريق المغيرة بن نهيك ، عن عقبة بن عامر مرفوعا : من تعلم القرآن ثم تركه فقد عصاني .

وفي حديث رواه أبو يعلى من طريق ليث ، عن مجاهد ، عن أبي سعيد مرفوعا : عليك بتقوى الله ، فإنها رأس كل خير ، وعليك بالجهاد ، فإنه رهبانية الإسلام ، وعليك بذكر الله وتلاوة القرآن ، فإنه نور لك في الأرض وذكر لك في السماء ، واخزن لسانك إلا من خير ، فإنك بذلك تغلب الشيطان .

وهكذا أذكر آثارا مروية عن ابن أم عبد أحد قراء القرآن من الصحابة المأمور بالتلاوة على نحوهم

روى الطبراني ، عن الدبري ، عن عبد الرزاق ، عن معمر ، عن أبي إسحاق ، قال ابن مسعود : كل آية في كتاب الله خير مما في السماء والأرض .

ومن طريق شعبة ، عن أبي إسحاق ، عن مرة قال ابن مسعود : من أراد العلم فليتبوأ من القرآن ، فإن فيه علم الأولين والآخرين . ومن طريق سفيان وشعبة ، عن ساعد بن كهيل ، عن أبي الأحوص ، عن عبد الله قال : إن هذا القرآن ليس فيه حرف إلا له حد ، ولكل حد مطلع .

ومن حديث الثوري ، عن إسماعيل بن أبي خالد عن سيار أبي الحكم ، عن ابن مسعود أنه قال : أعربوا هذا القرآن فإنه عربي ، وسيجيء قوم يثقفونه وليسوا بخياركم . [ ص: 98 ]

والثوري ، عن عاصم ، عن زر ، عن ابن مسعود قال : أديموا النظر في المصحف ، وإذا اختلفتم في ياء أو تاء فاجعلوها ياء ، ذكروا القرآن فإنه مذكر .

وقال عبد الرزاق ، عن إسرائيل ، عن عبد العزيز بن رفيع ، عن شداد بن معقل ، سمعت ابن مسعود يقول : أول ما تفقدون من دينكم الأمانة ، وآخر ما يبقى من دينكم الصلاة ، وليصلين قوم لا خلاق لهم ، ولينزعن قوم من بين أظهركم . قالوا : يا أبا عبد الرحمن ، ألسنا نقرأ القرآن وقد أثبتناه في مصاحفنا ؟ قال : يسرى على القرآن ليلا فيذهب به من أجواف الرجال فلا يبقى في الأرض منه شيء - وفي رواية : لا يبقى في مصحف منه شيء - ويصبح الناس فقراء كالبهائم . ثم قرأ عبد الله : ( ولئن شئنا لنذهبن بالذي أوحينا إليك ثم لا تجد لك به علينا وكيلا ) [ الإسراء : 86 ] .

وقال الطبراني : حدثنا علي بن عبد العزيز ، حدثنا أبو نعيم ، حدثني شعبة ، عن علي بن بذيمة عن أبي عبيدة بن عبد الله ، عن أبيه قال : من قرأ القرآن في أقل من ثلاث فهو راجز .

قال هشام عن الحسن : إنه بلغه عن ابن مسعود مثل ذلك .

ومن طريق الأعمش ، عن أبي وائل قال : كان عبد الله بن مسعود يقل الصوم ، فيقال له في ذلك ، فيقول : إني إذا صمت ضعفت عن القراءة والصلاة ، والقراءة والصلاة أحب إلي .

" يقال لصاحب القرآن إذا دخل الجنة اقرأ واصعد "

يقال لصاحب القرآن إذا دخل الجنة اقرأ واصعد

قال أحمد : حدثنا معاوية بن هشام ، حدثنا شيبان ، عن فراس ، عن عطية ، عن أبي سعيد قال : قال نبي الله عليه الصلاة والسلام يقال لصاحب القرآن إذا دخل الجنة : اقرأ واصعد ، فيقرأ ويصعد بكل آية درجة ، حتى يقرأ آخر شيء معه .

وقال أحمد : حدثنا أبو عبد الرحمن ، حدثنا حيوة ، حدثنا بشير بن أبي عمرو الخولاني ؛ أن الوليد بن قيس التجيبي حدثه أنه سمع أبا سعيد الخدري يقول : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : يكون خلف من بعد الستين سنة ، أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيا ، ثم يكون خلف يقرءون القرآن لا يعدو تراقيهم ، ويقرأ القرآن ثلاثة : مؤمن ومنافق وفاجر .

قال بشير : فقلت للوليد : ما هؤلاء الثلاثة ؟ قال : المنافق كافر به ، والفاجر يتأكل به ، والمؤمن يؤمن به .

وقال أحمد : حدثنا حجاج ، حدثنا الليث ، حدثني يزيد بن أبي حبيب ، عن أبي الخير ، عن أبي الخطاب ، عن أبي سعيد أنه قال : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم عام تبوك خطب الناس وهو مسند ظهره إلى نخلة فقال : ألا أخبركم بخير الناس وشر الناس ؛ إن من خير الناس رجلا عمل في سبيل الله على ظهر فرسه أو على ظهر بعيره أو على قدميه حتى يأتيه الموت ، وإن من شر الناس رجلا فاجرا جريئا يقرأ كتاب الله ، لا يرعوي إلى شيء منه .

قال الحافظ أبو بكر البزار : حدثنا محمد بن عمر بن هياج الكوفي ، حدثنا الحسين بن عبد الأول ، حدثنا محمد بن الحسن الهمداني ، عن عمرو بن قيس ، عن عطية ، عن أبي سعيد قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يقول الله تعالى : من شغله قراءة القرآن عن دعائي أعطيته أفضل ثواب السائلين . [ ص: 90 ]

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن فضل كلام الله على سائر الكلام كفضل الله على خلقه ، ثم قال : تفرد به محمد بن الحسن ولم يتابع عليه .

وقال الإمام أحمد : حدثنا أبو عبيدة الحداد ، حدثني عبد الرحمن بن بديل بن ميسرة ، حدثني أبي ، عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن لله أهلين من الناس . قيل : من هم يا رسول الله ؟ قال : أهل القرآن هم أهل الله وخاصته .

وقال أبو القاسم الطبراني : حدثنا محمد بن علي بن شعيب السمسار ، حدثنا خالد بن خداش ، حدثنا جعفر بن سليمان ، عن ثابت ، عن أنس بن مالك ، رضي الله عنه : كان إذا ختم القرآن جمع أهله وولده فدعا لهم .

وقال الحافظ أبو القاسم الطبراني : حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، حدثنا محمد بن عباد المكي ، حدثنا حاتم بن إسماعيل عن شريك ، عن الأعمش ، عن يزيد بن أبان ، عن الحسن ، عن أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : القرآن غنى لا فقر بعده ولا غنى دونه .

وقال الحافظ أبو بكر البزار : حدثنا سلمة بن شبيب ، حدثنا عبد الرزاق ، حدثنا عبد الله بن محرر ، عن قتادة ، عن أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لكل شيء حلية ، وحلية القرآن الصوت الحسن . ابن محرر ضعيف .

وقال الإمام أحمد : حدثنا حسن ، حدثنا ابن لهيعة ، حدثنا بكر بن سوادة ، عن وفاء الخولاني ، عن أنس بن مالك قال : بينما نحن نقرأ فينا العربي والعجمي والأسود والأبيض ، إذ خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : أنتم في خير تقرءون كتاب الله وفيكم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وسيأتي على الناس زمان يثقفونه كما يثقف القدح ، يتعجلون أجورهم ولا يتأجلونها .

وقد رواه الإمام أحمد - أيضا - عن حسن ، عن ابن لهيعة ، عن بكر ، عن وفاء ، عن سهل بن سعد ، عن النبي صلى الله عليه وسلم فذكره .

وقال الحافظ أبو بكر البزار : حدثنا يوسف بن موسى ، حدثنا عبد الله بن الجهم ، حدثنا عمرو بن أبي قيس ، عن عبد ربه بن عبد الله ، عن عمر بن نبهان ، عن الحسن ، عن أنس ؛ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : إن البيت الذي يقرأ فيه القرآن يكثر خيره ، والبيت الذي لا يقرأ فيه القرآن يقل خيره .

وقال الحافظ أبو يعلى : حدثنا الفضل بن الصباح ، حدثنا أبو عبيدة ، عن محتسب ، حدثني يزيد [ ص: 91 ] الرقاشي ، عن أنس قال : قعد أبو موسى في بيت واجتمع إليه ناس ، فأنشأ يقرأ عليهم القرآن ، قال : فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أفتستطيع أن تقعدني حيث لا يراني منهم أحد ؟ . قال : نعم . قال : فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فأقعده الرجل حيث لا يراه منهم أحد ، فسمع قراءة أبي موسى فقال : إنه ليقرأ على مزمار من مزامير داود ، عليه السلام .

وقال الإمام أحمد : حدثنا مصعب بن سلام ، حدثنا جعفر هو ابن محمد بن علي بن الحسين عن أبيه ، عن جابر بن عبد الله قال : خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فحمد الله وأثنى عليه بما هو له أهل ، ثم قال : أما بعد ، فإن أصدق الحديث كتاب الله ، وإن أفضل الهدي هدي محمد ، وشر الأمور محدثاتها ، وكل بدعة ضلالة ثم يرفع صوته وتحمر وجنتاه ، ويشتد غضبه إذا ذكر الساعة ، كأنه منذر جيش . قال : ثم يقول : أتتكم الساعة هكذا - وأشار بأصبعيه السبابة والوسطى - صبحتكم الساعة ومستكم ، من ترك مالا فلأهله ، ومن ترك دينا أو ضياعا فإلي وعلي .

وقال الإمام أحمد : حدثنا عبد الوهاب - يعني ابن عطاء - أنبأنا أسامة بن زيد الليثي ، عن محمد بن المنكدر ، عن جابر بن عبد الله قال : دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم المسجد ، فإذا قوم يقرءون القرآن فقال : اقرؤوا القرآن وابتغوا به وجه الله - عز وجل - من قبل أن يأتي بقوم يقيمونه إقامة القدح ، يتعجلونه ولا يتأجلونه .

قال أحمد - أيضا - : حدثنا خلف بن الوليد ، حدثنا خالد ، حدثنا حميد الأعرج ، عن محمد بن المنكدر ، عن جابر بن عبد الله قال : خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن نقرأ القرآن ، وفينا العجمي والأعرابي قال : فاستمع فقال : اقرءوا فكل حسن ، وسيأتي قوم يقيمونه كما يقام القدح ، يتعجلونه ولا يتأجلونه .

وقال أبو بكر البزار : حدثنا أبو كريب محمد بن العلاء ، حدثنا عبد الله بن الأجلح ، عن الأعمش ، عن المعلى الكندي ، عن عبد الله بن مسعود قال : إن هذا القرآن شافع مشفع ، من اتبعه قاده إلى الجنة ، ومن تركه أو أعرض عنه - أو كلمة نحوها - زج في قفاه إلى النار . وحدثنا أبو كريب ، حدثنا عبد الله بن الأجلح ، عن الأعمش ، عن أبي سفيان ، عن جابر ، عن النبي صلى الله عليه وسلم بنحوه .

قال الحافظ أبو يعلى : حدثنا أحمد بن عبد العزيز بن مروان أبو صخر ، حدثني بكر بن يونس ، عن موسى بن علي ، عن أبيه ، عن يحيى بن أبي كثير اليمامي ، عن جابر بن عبد الله ؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : من قرأ ألف آية كتب الله له قنطارا ، والقنطار مائة رطل ، والرطل اثنتا عشرة أوقية ، [ ص: 92 ] والوقية ستة دنانير ، والدينار أربعة وعشرون قيراطا ، والقيراط مثل أحد ، ومن قرأ ثلاثمائة آية قال الله لملائكته : نصب عبدي لي ، أشهدكم يا ملائكتي أني قد غفرت له ، ومن بلغه عن الله فضيلة فعمل بها إيمانا به ورجاء ثوابه ، أعطاه الله ذلك وإن لم يكن ذلك كذلك .

وقال أحمد : حدثنا جرير ، عن قابوس ، عن أبيه ، عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن الرجل الذي ليس في جوفه شيء من القرآن كالبيت الخرب .

قال البزار : لا نعلمه يروى عن ابن عباس إلا من هذا الوجه .

وقال الطبراني : حدثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة ، حدثني أبي قال : وجدت في كتاب أبي بخطه عن عمران بن أبي عمران ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من اتبع كتاب الله هداه الله من الضلالة ، ووقاه سوء الحساب يوم القيامة ، وذلك أن الله عز وجل يقول : ( فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى ) [ طه : 123 ] .

وقال الطبراني : حدثنا يحيى بن عثمان بن صالح ، حدثنا أبي ، حدثنا ابن لهيعة ، عن عمرو بن دينار ، عن طاوس ، عن ابن عباس ؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : إن أحسن الناس قراءة من قرأ القرآن يتحزن به .

وقال - أيضا - : حدثنا أبو يزيد القراطيسي ، حدثنا نعيم بن حماد ، حدثنا عبدة بن سليمان ، عن سعيد أبي سعد البقال ، عن الضحاك ، عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أحسنوا الأصوات بالقرآن .

وروى - أيضا - بسنده إلى الضحاك عن ابن عباس مرفوعا : أشرف أمتي حملة القرآن .

وقال الطبراني : حدثنا معاذ بن المثنى ، حدثنا إبراهيم بن أبي سويد الذارع حدثنا صالح المري ، عن قتادة ، عن زرارة بن أوفى عن ابن عباس قال : سأل رجل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : أي الأعمال أحب إلى الله ؟ فقال : الحال المرتحل . قال : يا رسول الله ، ما الحال المرتحل ؟ قال : صاحب القرآن يضرب في أوله حتى يبلغ آخره ، وفي آخره حتى يبلغ أوله .